الجمعة، 24 فبراير 2012

ابن القيم والنمل



 
ذكر العلامة ابن القيِّم- رحمه الله -
في كتاب ( مفتاح دار السعادة)...
هذه الأعجوبة:
وخلاصتها كالآتي :
جلس ابن القيم تحت ظل شجرة ، فرأى أمراً عجباً ...


رأي نملة تسير بجوار مكان جلوسه ...
حتى دنت من جناح جرادة ...
فأرادت حمله معها مراراً ... فلم تستطع لثقله عليها ...
فاتجهت إلى معسكرها ( قرية النمل تحت الشجرة ) ،
فما لبثت هنيهة حتى جاء فوج كبير وجم غفير من النمل معها لمكان الجناح
( يبدوا والله أعلم أنها استنفرتهم لمساعدتها ) .
فلما دنا الفوج من المكان ،
رفع ابن القيم جناح الجرادة ...
فبحثوا فلم يجدوا شيئاً ... فعادوا إلى مكانهم وقريتهم بعد أن أضناهم التعب ...
وبقيت نملة واحدة ، ظلت تبحث بهمَّة عالية ...
( يبدوا أنها النملة الأولى التي أبصرت الجناح أولاً ) ...
فأرجع ابن القيم الجناح ، فلما رأته طربت له ، وحاولت سحبه فلم تستطع .
فاتجهت مسرعة إلى رفيقاتها ...
ولكنها أبطأت في الخروج من القرية...
( الظاهر أنها حاولت إقناعهم بصدق حديثها ، حيث قلت مصداقيتها لما جرى في المرة الأولى ) ...
ثم خرج معها فوج أقل من المرة الأولى ...

حتى دنوا من مكان الجناح ،
فرفعه ابن القيم قبل وصولهم ، فلم يجدوا شيئاً ...
فلما أضناهم البحث ، رجعوا إلى قريتهم خائبين ،
وبقيت نملة واحدة تبحث كالمصروعة
( لعلها نفس النملة بطلة الحدث )
وحينها أرجع الشيخ الجناح إلى مكانه ، فلما رأته طربت له ثانية .
وانطلقت مسرعة إلى القرية ،
وأطالت جداً أكثر من الثانية ، ثم لم يخرج معها إلا سبعة فقط ...
فلما دنوا من مكان الجناح رفعه ابن القيم قبل وصولهم إليه ...
فلم يجدوا شيئاً .. فاشتاطوا غضباً ( على ما يبدوا ) ،
حتى إنهم أحاطوا بها كالمعصم ، وجعلوها في وسطهم .
ثم ماذا ؟
لقد انقضوا عليها ،
فقطَّعوا رفيقتهم النملة قطعة قطعة ،
فبقروا بطنها ،
وفصلوا رأسها عن جسدها ،
وكسروا أطرافها ( ولا حول ولا قوة إلا بالله ) .
وبعد أن أنهوا جريمتهم النكراء في وضح النهار ،
وفي عالم يموج بالظلم ..
حتى في أوساط الحشرات
ألقى إليهم ابن القيم بالجناح فلمَّا أبصروه ...
ندموا كثيراً وأحاطوا برفيقتهم المسكينة ...
( ضحية الاستعجال وعدم التثبت )
وقد انتابهم حزن كبير .
ولكن ... بعد فوات الوقت !!!!
قال ابن القيِّم :
(فهالني ما رأيت .. وأحزنني ذلك كثيراً )..
فانطلقت إلى شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله فأخبرته الخبر فقال :
( أما أنت فغفر الله لك ، ولا تعد لمثلها) ،
( وأما ما حدثتني به ، فسبحان من علَّم النمل قبح الكذب ، وعقوبة الكذَّاب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق