للحوار اداب يغفل كثير منا عنها مثل حسن الاستماع،فيجب علينا ان ننصت جيدا للمتحدث ونتفهم كلامه جيدا ونتجنب مقاطعه كلامه حتى ينتهي من الحديث،والالتزام بوقت محدد في الحديث،والبعد عن التعصب والتحدي في الحوار حتى لايؤدي ذلك الى المشاحنات والخصام بين الناس،ومن اداب الحوار ايضا تقدير الخصم واحترامه واحترام اراءه المختلفه وتجنب تعمد ايقاع الخصم في الاحراج حتى لو كان الدليل واضحا فكسب القلوب مقدم على كسب المواقف
ومن اداب الحوار عدم استخدام الصوت العالي والصراخ في وجه الناس وعدم التطاول عليهم لفظيا اوجسديا.فلقد راينا في هذه الايام اناسا يستخدمون سلاح الصوت العالي من اجل فرض افكارهم واراءهم على الاخرين ويصل الحد ايضا الى التعدي بالالفاظ والسب والقذف
فهذا ليس حوارا او نقاشا،فمن حقك ان استمع الى رأيك وارى وجهه نظرك ولكن ليس من حقك اجباري على وجهه نظرك
فالاواني الفارغه تحدث ضجه اكثر من الاواني الممتلئه وكذلك البشر،فالصوت العالي ليس دليلا على سداد رأي اوصحه موقف
ومن اهم اسباب استخدام الصوت العالي هوالاختلاف في الراي،فالاختلاف بين الناس هو سنه الله في خلقه،فالناس مختلفون في السنتهم والوانهم وطباعهم ومداركهم وعقولهم
((قال تعالى((وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ
((وقال ايضا(( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ
فالاختلاف في الراي لايفسد للود قضيه،فالاختلاف مطلوب ولكن دون تطاول او صوت عال او اهانه او تجريح
فلابد ان يصل بنا الاختلاف الى الحق والوصول لرأي صائب،ولايصل بنا الى العصبيه والتجريح والتطاول
لقد رأينا في البرامج الحواريه في هذه الايام تبادل الاتهامات والتراشق بالالفاظ وقد تصل الى التعدي بالضرب على
مرأى ومسمع من الجميع،فلقد اهملنا اداب الحواروالحديث واصبحنا نستخدم الصوت العالي كسلاح لعرض اراءنا
المختلفه،فلنحترم الحوار ونلتزم بادابه واهدافه النبيله ولنختلف باحترام لنصل الى الراي الراجح والحل الوسط
.فلنرسي قواعد واداب الحوار بأيدينا
محمد حمدي الشمسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق